بسوم المدير العــام
الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 283 نقاط : 6124 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 22/09/1994 تاريخ التسجيل : 27/09/2009 العمر : 30 الموقع : مصر العمل/الترفيه : طالب ثانوى المزاج : https://3bmix.com/ تعاليق : https://3bmix.com/
| موضوع: لماذا يكون عيد المولد النبوى دائما يوم الاثنين وعيد شم النسيم دائما الاثنين ايضا ؟ السبت فبراير 13, 2010 8:57 am | |
| السُّؤالُ:لماذا يكونُ المولدُ النَّبويُّ–دائماً-يومَ الاثنينِ,و عيدُ شمِّ النَّسيمِ–دائماً-يومَ الاثنينِ-أيضاً-؟
الجَوَابُ: الحمدُ للهِ,والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ. أمَّا بعدُ: فإنَّهُ قبلَ الجوابِ عن استفسارِك الخاصِّ بتصادفِ اجتماعِ عيدِ المولدِ وعيدِ شَمِّ النَّسيمِ في يومٍ واحدٍ هو يومُ الاثنينِ، لابُدَّ مِنْ بيانِ حقيقةِ عيدِ شَمِّ النَّسيمِ ونشأتِهِ،وحُكْمِ احتفالِ المسلمينَ بِهِ،وحقيقةِ المولدِ النَّبويِّ ونشأتِهِ، وحُكْمِ الاحتفالِ به–أيضاً-. أمَّا عيدُ شمِّ النَّسيمِ أو الربيع-كما يُطلَقُ عَلَيهِ-فَهُو أحدُ أعيادِ مصر الفُرعونية،وترجع بدايةُ الاحتفالِ به بشكلٍ رسميٍّ إلى ما يقرُب من (4700)عام (270) قبلَ الميلاد، وترجعُ تسميةُ "شم النسيم" إلى الكلمةِ الفرعونيةِ (شمو),وهي كلمةٌ هيروغليفية، ويُرمز بها عند قدماءِ المصريين إلى بعثِ الحياةِ، وكانوا يعتقدون أنَّ ذلك اليوم هو أولُ الزَّمانِ، وفيه بدأ خلقُ العالم. وأُضيفت كلمةُ ( النَّسيمِ) إليه لارتباط هذا اليومِ باعتدالِ الجوِّ، حيث تكون بدايةُ الرَّبيعِ. ولابُدَّ من الإشارة إلى أنَّ اليهودَ من المصريين-على عهد سيدنا موسى عليه السلام- قد أخذُوا عن الفراعنةِ المصريينَ احتفالَهم بهذا العيدِ، وجعلوه رأساً للسنةِ العِبْريةِ، وأطلقُوا عليه اسم" عيد الفُصح" والفُصح: كلمةٌ عِبريةٌ تعني: ( الخروج أو العبور)؛وذلك أنه كان يومَ خروجِهم من مصر، على عهدِ سَيِّدِنا موسى-عليه السلام-. وعندما دخلت المسيحيةُ مصرَ عُرِفَ ما يُسمَّى بـ:"عيد يوم القيامة" والذي يرمزُ إلى قيامِ المسيحِ من قبرِهِ - كما يزعمون - ,واحتفالاتُ النَّصارى بشمِّ النَّسيمِ بعدَ ذلكَ جاءتْ مُوافِقةً لاحتفالِ المصريين القُدماءِ، ويُلاحَظُ أنَّ يومَ شَمِّ النَّسيمِ يُعتَبرُ عِيْداً رَسْمِيَّاً في بعضِ البِلَادِ الإسلاميةِ تُعطَّلُ فيهِ الدَّوائِرُ الرَّسميَّةُ! كَمَا يُلَاحَظُ–أيضاً-أَنَّ النَّصارَى كَانُوا ولا يزالونَ يحتفلونَ بعيدِ الفُصحِ( أو عيدِ القِيامَةِ) في يومِ الأحدِ،ويليهِ مُباشرةً عيدُ شَمِّ النَّسيمِ يوم الاثنين.ومن مَظَاهِرِ الاحتفالِ بعيدِ( شَمِّ النَّسيمِ) أنَّ النَّاسَ يخرجُون إلى الحَدَائقِ والمتنزهاتِ بمن فيهم النِّساءُ والأطفالُ،ويأكلونَ الأطعمةَ وأكثرُها من البيضِ، والفِسِيخِ ( السَّمكِ المملَّحِ) وغير ذلك.والملاحَظُ أنَّ النَّاسَ قد زادُوا عَلَى الطُّقوسِ الفرعونيةِ، مما جعلَ لهذا العيدِ صِبْغةً دينيةً، سَرَتْ إليه مِنَ اليهوديةِ والنَّصرانيةِ، فأكلُ السَّمكِ والبيضِ ناشئٌ عَنْ تحريمِهما عليهم أثناءَ الصَّومِ الذي ينتهي بعيدِ القيامةِ( الفُصح)حيثُ يُمْسِكُونَ في صومِهم عَنْ كلِّ ما فيه رُوحٌ أو ناشئٌ عَنْهُ، كَمَا أنَّ مِنَ العاداتِ تلوينَ البيضِ بالأحمرِ، ورُبَّما كانُوا يَرْمِزُون بذلكَ إلى دمِ المسيحِ( المصلوبِ) حسب اعتقادِهم الباطلِ المناقضِ للقُرآنِ الكريمِ، وإجماعِ المسلمين,المنعقدِ على عدمِ قتلِ المسيحِ وعدمِ صلبِهِ، وأنه رُفِعَ إلى السَّماءِ كما يقولُ اللهُ-جَلَّ وعَلَا- في مُحْكَمِ كتابِهِ: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} (النساء:157). {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} (النساء:158). وعلى أيةِ حالٍ فلا يجوزُ للمسلمِ مُشارَكةُ النَّصارى وغيرِهم في الاحتفالِ بشَمِّ النَّسيمِ وغيرِه من الأعيادِ الخاصَّةِ بالكُفَّارِ،كَمَا لا يجوزُ تلوينُ البيضِ في أعيادِهم، ولا التَّهنئةُ للكُفَّارِ بأعيادِهم، وإظهارُ السُّرورِ بها، كما لا يجوزُ تعطيلُ الأعمالِ مِنْ أجلِها؛ لأنَّ هذا مِن مُشابهةِ أعداءِ اللهِ المحرَّمةِ,ومِن التعاونِ معهم على الباطلِ،وقد ثبتَ عن النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم- أنَّهُ قالَ:" مَنْ تشبَّه بقومٍ فهو مِنهم" رواه أحمدُ، وأبو داودَ، وابنُ أبي شَيبةَ وغيرُهم.قالَ–تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (المائدة:2). ومَنْ أرادَ التَّوسُّعَ في هذا الموضوعِ, فليُراجعْ كتابَ: اقتضاء الصراط المستقيم: للإمام ابن تيمية -رَحِمَهُ اللهُ-. ● أمَّا الاحتفالُ بمولدِ النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم-واتخاذُ يومِ ولادتِهِ عيداً ,فهو أمرٌ مُحدَثٌ مُبتدع، وأول مَن أحدثه هم الفاطميون ( العُبيديون ) كما صرَّح بذلك جمعٌ من الأئمةِ، قال الإمامُ المقريزي في كتابه الخِطط المسمَّى بـ( المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار)كان للخلفاء الفاطميين في طُول السنة أعيادٌ ومواسمُ، وهي: موسمُ رأسِ السَّنةِ، وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم-، ومولد علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-،ومولد الحسن, ومولد الحُسين-عليهما السلام-،ومولد فاطمة الزَّهراء-عليها السلام-، ومولد الخليفة الحاضر1، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النُّوروز، ويوم الغُطاس، ويوم الميلاد، وخميس العَدْس، وأيام الركوبات…إلخ (1/432) طبعة دار صادر بيروت. وقال الشَّيخُ محمد بخيت المطيعي الحنفي -مُفتي الديار المصرية سابقاً، في كتابِهِ: "أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام" (ص44 )- مما أُحدث وكثر السؤال عنه المولد، فنقول: إنَّ أول مَن أحدثها بالقاهرة: الخلفاءُ الفاطميون،وأولهم المعزُّ لدين الله، توجه من المغربِ إلى مصرَ في شوال سنة (361) إحدى وستين وثلاثمائة هجرية، فوصل إلى ثغرِ إسكندرية في شعبان سنة 362 ,ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان في تلك السنة فابتدعوا: ستة موالد : المولد النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومولد السيدة فاطمة الزَّهراء، ومولد الحسن، ومولد الحُسين، ومولد الخليفة الحاضر. وبقيت هذه الموالدُ على رسومِها إلى أنْ أبطلَها الأفضلُ بن أمير الجيوش ... وفي خلافة الآمرِ بأحكامِ اللهِ أعادَ الموالدَ الستة المذكورةَ قبل، بعد أنْ أبطلها الأفضلُ وكادَ النَّاسُ ينسونها… ثم قالَ المطيعيُّ –أيضاً-مِن ذلك تعلم أنَّ مُظفَّرَ الدِّين إنما أحدثَ المولدَ النَّبويَّ في مدينة "إربل" على الوجه الذي وُصف، فلا يُنافي ما ذكرناه من أنَّ أول مَن أحدثه بالقاهرةِ الخلفاءُ الفاطميون مِن قبلِ ذلكَ، فإنَّ دولةَ الفاطميين انقرضتْ بموتِ العاضدِ باللهِ أبي محمد عبد الله بن الحافظ بن المستنصر في يوم الاثنين عاشر المحرم سنة (567) هجرية،وما كانت الموالدُ تُعرَفُ في دولةِ الإسلامِ مِن قبلِ الفاطميين )ثم قال: (وأنتَ إذا علمتَ ما كان يعملُهُ الفاطميون، ومُظفَّرُ الدِّينِ في المولد النبوي جزمتَ أنَّهُ لا يُمكنُ أنْ يُحكمَ عليه بالحِلِّ). ومما تقدم نعلم أنَّ الاحتفالَ بهذه المناسبةِ بدعةٌ منكرة لم يفعلْها الرَّسُولُ-صلى الله عليه وسلم-،ولا صحابتُهُ، ولا مَن جاء بعدَهم مِن السَّلفِ. قال الإمامُ ابنُ تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" لم يفعلْهُ السَّلفُ الصالح مع قيام المقتضي له، وعدم المانع منه. ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً؛لكان السَّلفُ-رضي الله عنهم- أحقَّ به منا، فإنهم كانُوا أشدَّ محبة لرسولِ اللهِ-صلى الله عليه وسلم-وتعظيماً له مِنَّا، وهم على الخيرِ أحرصُ، وإنما كمالُ محبتِهِ وتعظيمه في متابعتِهِ وطاعتِهِ واتباعِ أمرِهِ، وإحياءِ سنته باطِناً وظاهِراً، ونشر ما بُعث به، والجهاد على ذلك بالقلبِ واليدِ واللِّسانِ، فإنَّ هذه هي طريقةُ السابقين الأولين من المهاجرين والأنصارِ والذين اتبعوهم بإحسان) صفحة 295. وعلى أية حال: فإذا كان الرسولُ-صلى الله عليه وسلم- قد وُلد يوم الاثنين,فإنه قد تُوفِّي -صلى الله عليه وسلم-يومَ الاثنين،وما أحسنَ ما قاله ابنُ الحاجِّ المالكي في كتابه "المدخل": ( العجب العجيب كيف يعملون المولدَ بالمغاني والفرحِ والسُّرورِ، كما تقدَّمَ لأجلِ مولدِهِ-صلى الله عليه وسلم- في هذا الشَّهرِ الكريم،وهو-صلى الله عليه وسلم- فيه انتقل إلى كرامةِ ربِّهِ -عَزَّ وجَلَّ-،وفُجعتِ الأُمَّةُ وأُصيبتْ بمصابٍ عظيمٍ لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبداً، فعلى هذا كان يتعيَّنُ البكاءُ والحزنُ الكثيرُ، وانفرادُ كلِّ إنسانٍ بنفسِهِ لما أُصيب به، لقولِهِ-صلى الله عليه وسلم-: " ليعزي المسلمون في مصائبهم المصيبة بي ...إلخ ) ومن هنا فإننا نقول بعدم جواز الاحتفال بمناسبة المولد النبوي، كما يجدر التنبيه إلى أن اليوم الموافق لميلاد النَّبيِّ-صلى الله عليه وسلم- لا يأتي دائماً يوم الاثنين بل يختلف باختلاف الأعوام، ولكن يوم شم النسيم يأتي دائماً يوم الاثنين؛لأن النصارى يعدلون في موعدِ صومِهم كلَّ عام حتى يتوافقَ مع مجيء (شم النسيم) يوم الاثنين. وأخيراً: ننصح السائلَ الكريمَ بعدمِ الاحتفالِ بمثلِ هذه المناسباتِ التي ما أنزلَ اللهُ بها من سلطانٍ. ومَن أرادَ المزيدَ فليرجعْ إلى عدةِ كتبٍ ورسائلَ كُتبتْ في هذا الموضوعِ ومنها: "حكم الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ ابن باز"، و"القول الفصل في الاحتفال بمولد خير الرسل للشيخ إسماعيل الأنصاري"، و"المدخل لابن الحاج". واللهُ أعلمُ. المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبد الله الفقيه. رقم الفتوى : 8762 عنوان الفتوى : المولد النبوي، ويوم شم النسيم: نشأتهما.. حقيقتهما.. حكمهما
| |
|